روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | أنانية الزوجين.. تدمر الأسرة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > أنانية الزوجين.. تدمر الأسرة


  أنانية الزوجين.. تدمر الأسرة
     عدد مرات المشاهدة: 4147        عدد مرات الإرسال: 0

يعتبر الزواج علاقة بين الرجل والمرأة لا بد أن تقوم على بعض الأسس القويمة حتى يكتب لهذا الزواج النجاح، وأهم هذه الأسس:

الحب، والرعاية، والتضحية، والإيثار، والالتزام المتبادل، فوجود أي آثار من الأنانية وعدم الاحترام بين الزوجين بمثابة مؤشر مخيف لانتهاء الزواج أن آجلاً أو عاجلاً.
 
فرغم أن الكمال من الأشياء الخيالية في الزواج فإنه لا بد من الاعتراف بحقيقة هامة، ألا وهي أنه لا بد من وجود بعض السمات والأسس القويمة التي تخلق زواجاً ناجحاً، فالانتماء والرعاية المتبادلة بين الزوج والزوجة تؤدي إلى ازدهار العلاقة الزوجية، ونموها نمواً سوياً قوامه الحب والإيثار، والبعد عن الأنانية وحب الذات.
 
فإذا وجدنا أن كل شريك يعمل جاهداً على تلبية الاحتياجات المادية والعاطفية للشريك الآخر، لوجدنا علاقة زوجية ناجحة بكل المقاييس؛ فالأنانية تؤثر سلباً على الزواج، كما أنها تثقل كاهل العلاقة بالكثير من التوقعات التي غالباً ما تقوم على افتراضات غير منطقية، مما قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل الزوجية نتيجة الأنانية المفرطة لأحد الزوجين.
 
قد تكون الأنانية من أكثر السمات التي تمثل ضغطاً على العلاقة الزوجية؛ فالأنانية إشارة إلى وجود نوع من الفجوة والإهمال بين الزوجين، ولكن لا بد أن ندرك حقيقة هامة، وهي أن الزواج يمر دائماً بمراحل من الصعود والهبوط لا بد أن يتكيف معها الزوجان.

ولكن الأمر يختلف تماماً إذا أصبح التجاهل والإهمال سمة أساسية في العلاقة الزوجية، في هذه الحالة قد يكون ذلك مؤشراً على وجود الأنانية بشكل ملحوظ، وأن الزواج معرض للانهيار في أي لحظة من اللحظات.
 
وللتغلب على الأنانية:
 
- في البداية لا بد أن يدرك الزوجان حقيقة هامة، وهي أن القاتل الأول في معظم العلاقات الزوجية هو عدم التواصل بين الزوجين بشكل سليم، فعندما يكون الزوجان غير قادرين على التعرف على احتياجات بعضهم البعض.

قد يؤدي هذا إلى فتح الباب لدخول الغضب والإحباط إلى الزواج، إذن فالمفتاح السحري لتسوية أي مشكلة زوجية هي المصارحة، حيث يتمكن كل طرف من التعبير عن نفسه وآرائه بشكل فعال تجنباً لسوء الفهم.
 
- الثقة المتبادلة بين الشريكان أمر حيوي لزواج ناجح، فإذا شعر أحد الزوجين بوجود طرف أناني في العلاقة لا بد أن يكون هناك نوع من الحل الوسط، فهناك حل غالباً ما يلجأ إليه الطرف المتضرر، وهو التجاهل أو إثارة المشاكل.

وفي الحالتين فالاستجابة خاطئة، إنما الحل الأمثل لحالة الأنانية التي يشعر بها الشريك هي العطاء بقدر مناسب وثابت، حتى يشعر الطرف الآخر بالتعود على هذا المقدار، وبدون إثارة أي مشاكل يقوم الشريك بالامتناع عن هذا العطاء لفترة من الوقت، يشعر خلالها الطرف الأناني أنه افتقد شيئاً من الشريك، وأن ما كان يحصل عليه من الحبيب لم يكن شيئاً مفروغاً منه.
 
- لا بد من إشعار الشريك الذي يتسم بالأنانية أن الزواج علاقة قائمة على العطاء المتبادل، سواء العطاء المادي أو المعنوي، فبدون عطاء يصاب الزواج بالتجمد، وتصبح العلاقة بلا روح، فعادة الإنسان الأناني يشعر بأن عطاء الطرف الآخر هبة لن تنضب أبداًز

فيتناسى أنه يجب عليه رد هذا العطاء حتى يستطيع أن يأخذ مقداراً آخر من العطاء، في هذه الحالة لا بد من إشعار الطرف الأناني أن العطاء قد يكون مشروطاً بعطاء، وقد لا يشترط أن يكون بنفس القدر، ولكن يشترط تواجده ولو بقدر ضئيل حتى تدب الحياة مرة أخرى في الزواج.
 
- تخلص الشريك من الأنانية شيء لا يحدث بين يوم وليلة، فهذا الأمر بمثابة تعديل سلوك، وقد يكون للأنانية جذور من أيام الطفولة، فاعتياد الشريك على حب الذات وتفضيلها قد يكون نتيجة تنشئة اجتماعية ومعاملة والدية خاطئة، جعلته لا يرى سوى ذاته واحتياجاته فقط.

دون مراعاة احتياجات ومشاعر الآخرين مهما كان يكن لهم من مشاعر الحب، لذا لا بد أن ندرك أن المهمة قد تكون صعبة للغاية، ولا بد من الصبر والإرادة، والقدرة على التحمل، والوقوف بجانب الشريك الأناني قدر الاستطاعة.

من خلال إشعاره بالعطاء وقيمته، ثم الحرمان منه لإشعاره بأهمية العطاء وتأثيره في النفس الإنسانية، سواء بالأخذ أم بالعطاء؛ فالشخص الأناني قد يكون بمثابة المدمن على حب الذات واهتمام الآخرين؛ ولكي نستطيع مساندته لا بد من تعليمه كيفية العطاء الذي لم يعتد عليه من خلال تقبل كل ما يستطيع تقديمه، سواء مادياً أو معنوياً بصدر رحب؛ فقد تكون هذه خطوة على طريق العطاء، فلا يجب الاستهانة بها والحط من قدرها.
 
- الشخص الأناني قد يعاني كثيراً من أنانيته برغم شعور المحيطين عكس ذلك، فهو دائم الطلب، وغير قادر على العطاء بطريقة لا إرادية؛ فهو يعلم جيداً أنه قد يؤذي مشاعر الآخرين، فهو بحاجة إلى المساعدة والتقبل.

والتشجيع على العطاء، حيث يجب تشجيعه من خلال تفهم موقفه ودوافعه، ومحاولة بحثها معه لمحاولة تصحيح آرائه ومعتقداته، ولكن حذار من إثارة المشاكل بشأن هذا الموضوع؛ فاستمرار عطاء الشريك مع اللين في الحديث، ومحاولة كسب ثقة الشريك الأناني هي أكثر الطرق فاعلية في التغلب على الأنانية.

المصدر: موقع نسيج